منتديات تغاريد الطفوله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تغاريد الطفوله

منتديات تغاريد الطفوله
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سته ايام في السجن

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
جوهرة الخليج

جوهرة الخليج


عدد المساهمات : 66
تاريخ التسجيل : 05/09/2009

سته ايام في السجن Empty
مُساهمةموضوع: سته ايام في السجن   سته ايام في السجن I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 27, 2009 5:42 pm

سته ايام في السجن Icon_study ارجو ان تقراو الموضوع




































السلام عليكم إداريين ‏وجميع الأعضاء ورحمة الله ..

ربما إعتدنا في هذا القسم أن نسرد قصصا منقولة هنا وهناك .. لكني فكرت وقلت في نفسي وكم هو عدد القصص التي نمر بها فنعيشها بأنفسنا ، لذلك أحببت أن أسرد عليكم قصة واقعية حصلت معي قبل عدة سنوات مضت ، تحديدا في سنة 1998 فأرجوا أن تنال رضاكم ..

¤¤¤¤¤¤¤

قبل مايقارب الإثنا عشرة سنة سجنت في أحد سجون بلدي ستة أيام بلياليهن ..

ولن أتفاخر بأني ضربت أحدهم مما أدخلوه المستشفى بسبب أنه إستهزأ بي ،

لكني أحمده سبحانه أن ذلك الحدث كان أول حدث لي من نوعه ..

بل وآخر حدث حتى اللحظة ، داعيا إياه سبحانه العفو المغفرة ..

تصالحنا مع المدعو ( مضروب ) والحمد لله ..

وصلنا بيت القصيد ...

كان الفصل صيفا ، إذن كان الجو حار بكل تأكيد ..

لكن كانوا قد وضعوا على شباك السجن مبردة للهواء يجب أن يملأ ماءا كل ساعتين أو أكثر ..

المهم ..

كان من بيننا رجل بدا عليه أنه كبير في العمر في الستين من عمره وربما أكبر ، لكن الآثار لم تكن بادية عليه كثيرا كونه كان إبن الجبل نشأ وترعرع وكبر وعاش فيه ، ومعروف عندنا أن إبن الجبل لايشيخ بسرعة ..

لكن الأثر الواضح في شيخوته كان _بالنسبة إلي_ هو العدد المتبقي من أسنانه التي ماكانت تتجاوز أصابع اليدين ..

كان إسمه آدم .. الدرويش آدم ...

أحبني هذا الرجل ، أو بالأحرى جميعنا أحببنا بعضنا البعض والبالغ عددنا في غرفة السجن بقياس 4 في 5 متر ، كان عددنا أكثر من 15 شخصا ..

وفي منتصف إحدى ليالي السجن وقد كنت قليل النوم كثير المشي عبر ممر المرافق الصحية ملاصق للغرفة التي كنا فيها ..

وفي إحدى الليالي جاء هذا الشخص الدرويش آدم ، حسبته سيدخل الحمام فهممت أن أذهب للغرفة وفقا للأصول ..

لكنه توجه نحوي وكأنه رفع يديه قليلا فكانت نصف منخفضة يستوقفني بهما ، ففهمت ذلك وقلت له تفضل .. قال بأنه إنفتح قلبه لي وأنه أحبني ويريد أن يشكي لي همومه لأنه يحس بألم وضيق شديد في صدره ، وأشار إلى زاوية في الممر كان السجناء قد وضعوا فيه ثلاثة أو أربعة أحجار كبيرة نوعا ما يجلسون عليها في فترة إنتظار أحدهم ليخرج من الحمام أو المرافق الصحيه ..

نسيت أن أقول لكم بأن كان السجناء فيه كانوا قد سجنوا قبلي إلا أنني لم أكن أعرف المدة تحديدا لكل واحد منهم ..

على أية حال ، جلسنا على تلك الأحجار أنا والدرويش آدم ، وبدأ يحكي لي قصته المأساوية في سبب دخوله السجن ..

قال :

أنا رجل فقير أعيش في قرية فلان الجبلية لدي مايكفيني من نعم ربي بستان من الخضر وبستان من الفاكهة أسترزق منهما وأبيع مايسد إحتياجاتي وربما أكثر والحمد لله ..

لي زوجة وأربع من البنات وإثنان من البنين بعمر الثاني والثالث عشر ، بناتي إثنتان منهن تزوجن وبقيت لي إبنتان بعمر العشرين سنة مع فارق سنوات بينهما ..

قال لي :

أنت تعرف قوانين القرى الجبلية حيث يحكمها ( الآغا ) كبيرا على أهلها بحيث لايجوز بتاتا الخروج على أمره ، فهو الذي يأمر وينهى ويسكن ويطرد من يشاء من أهل القرية على هواه إذا عارض شيء منهم مايطلبه لنفسه أو لغيره ..

ثم أضاف قائلا :

بالرغم من أن الوضع تغير بعد الإنقلاب الفلاني حيث تفتحت أعين الناس إلى ( الحرية ؟ ) و ( الديمقراطية ! ) ..

لكن _والكلام للدرويش آدم_ بالبرغم من هذا كله إلا أن المناطق الجبلية مازالت على حالها في سن قوانين ( الهوى !؟ ) ..

ثم أنزل آدم برأسه إلى أسفل ونظر إلى يديه وقد تلاصقت رؤس أصابع اليدين ببعضهما البعض ‏، فسكت هنيهة ليخرج زفيرا كان قد حبسه في صدره منذ بداية حديثه معي ..
أو ربما كان يستجمع قواه لفتح الموضوع ، وقد يكون يسترجع سبب الإفصاح لي عما في قلبه .. ‏

رفع رأسه ونظر إلى .. وقد إغرورقت عيناه بدموع فهمت أنه يتحدى ويقاوم ذرفها ..

فقال :

أتعرف بأن هذا الموضوع لم أقله لأحد من السجناء من يوم دخولي السجن وحتى اللحظة ..

ثم أردف سريعا وكأنه رأى البشاشة في وجهي لكنه لم يردني أن أعلق ، فقال :

أتعرف كم لي في السجن من الأيام والليالي .. ‏

شهر وعشرة أيام ( قالها هكذا ) يعني أربعون يوما ..

لكن حقيقة لم أستغرب بداية لأني فكرت في نوع الفعل الذي فكرت بأن الدرويش قد يكون فعله ليسجن كل هذه الأيام وفكرت بأنه قد يبقى فيه أكثر ..

وللحظة فكرت وحمدت الله أن حكمي ستة أيام فقط ، ثم فكرت بأن أربعة منها مرت وغدا الخامس وبعد غد سيفرج عني بإذن الله ..

كل هذه الأفكار راودتني في أقل من جزء من الثانية ، حيث إنتبهت وكلي شوق لمعرفة سبب دخول هذا الرجل السجن ..

فقال :

في إحدى الليالي بعث الآغا رجلا يطلب مني الحضور فورا في بيت الآغا ، فقمت من فوري وذهبت معه ودخلت البيت فإذا بي أرى الآغا جالسا ومعه نفر قليل ليس كالعادة ... !

فسلمت عليهم ، فرأيتهم قاموا إجلالا لي وترحيبا والله لم أصدق أن هذا النوع من الإستقبال كان لي ، حتى أنني أقسم بالله كدت ألتفت فأنظر حولي عله ليس لي ، لكن كان لي وبي .. ؟

فجلست .. نعم ؛ جلست لأستمع إلى مديحهم وثنائهم علي .. لكن الثناء لم يدم طويلا حتى أظهر الآغا عن نواياه التي إن لم تنفذ فالمصير المجهول معلوم حدوثه لي ..

طلب يد إبنتي ذي الثلاث والعشرين سنة لنفسه وهو متزوج من ثلاثة نسوة أخريات .. صعقت ولم أعد إلا أن أتخيل صورة عائلتي وهم يسمعون الخبر ، وكذلك صورة المجهول المتمثل في إما الطرد أو القتل والتغطية على الحدث ..

لكني لم أفكر بشيء واحد وهو سبب دخولي السجن .. الإفتراء ؛ نعم الإفتراء ... ؟!

خرجت من عندهم .. لكن لاأتذكر كيف خرجت .. هل قلت لهم مع السلامه . إلى اللقاء . سأفاتح إبنتي . سمعا وطاعة . سأحاول إقناعها ... لاأتذكر ؛ المهم أني توجهت إلى البيت وكلي هموم كيف أبدأ وماذا أقول ..

ثم فكرت وقلت في نفسي ( أيها الحبيب النجار . أدخل الدار . وتوكل على العزيز الجبار ) ..‏

* وهذا المثل مشهور عندنا لمن يتعرض لظلم ظالم يطلب منه شيئا شبه مستحيل لكنه يمهله قليلا حتى ينفذ الأمر *

لكني عدت إلى البيت فإذا بإبنتي مع أمهما مازالتا مستيقظتان ..

قال لي :

لن تصدق .. فإبنتي كالقمر في جمالها ، وما أن سمعت الخبر حتى صاحت وحاولت الإنتحار .. لكني هدأتها وأقسمت أن الآغا لن ينالها ووعدتها بذلك .. فقالت زوجتي وماذا ستفعل قلت سأذهب الآن وأخبره بأني أرفض وإبنتي لن تقبل ..

فخرجت من فوري وقصدت بيت الآغا وطرقت ودخلت وأسمعته خبر الرفض ..

لكنه لم يغضب ؛ وكأنه كان يعرف الجواب مسبقا .. وبدأت في تقديم العذر له وطلب السماح منه ، لكن لم ينبس ببنت شفة ، بل إكتفى بإبتسامة صفراء هز رأسه منها وكأنه يتوعد أو يفكر في نوع العقاب الذي سيفرضه علي ..

خرجت مسرعا وعدت إلى البيت .

لم ننم ليلتنا ، ومرت الأيام ونحن ننتظر قرار .. لكن لاأمر ولاقرار ولاعقاب !!

إستغربت الأمر في اليوم الثالث من هذا الموضوع ، فقررت الذهاب إلى ديوان الآغا ، وفعلا ذهبت وسلمت عليهم فردوا السلام ورحبوا بي فجلست وكأن شيئا لم يحدث .. !؟

وفي اليوم الثامن صباحا إنتبهت لصوت زمور سيارة بباب بيتي المتواضع فخرجت لأرى مفرزة مؤلفة من سبعة إلى ثمانية من أفراد الشرطة كانوا قد حضروا لإلقاء القبض علي ..

حاولت الإستفهام وإستعلام الأمر لكنهم قالوا لي بأنهم سيعلمونني بالأمر في مركز الشرطة البعيد عن قريتي لأكثر من عشرين كيلومترا كما تراني الآن أمامك ..

فلما وصلنا أودعوني السجن ، وبعد ساعة رأيت أحد مفوضي الشرطة حضر وقال لي أنت تعديت على بيت فلان وهتكت عرض زوجته وقد رآك شاهد عيان وأنت تخرج من بيتهم وقت الفجر !!!

يااااااإلهي .. رحماك ربي !!؟

صعقت وصدمت وذهلت وخرصت عن الكلام .. ولم أفاتح أحدا بالموضوع سواك والله حتى الآن ...
ولي أربعون يوما ولم يفتح معي لاتحقيق ولا أخذ أقوال ولا حكم ولامحكمة ..

بل سمعت أنهم في القرية هجروا عائلتي وهدموا بيتي ..

ثم بكى الدرويش آدم بكاءا مزق قلبي ، لكني تركته يكمل بكاءه ولم أقاطعه ..

وعندما أحسست أنه أفرغ همومه قليلا مسكت بيده وقلت له :

ياعمي ياآدم ، أنا سأكتب لك وبإسمك توضيحا وطلبا وسأبعثه للحاكم عن طريق الشرطي فلان الذي أصبح صديقا لي خلال هذه الأيام الأربعة لي هنا .. فقال بأنه لايملك نقودا ليشتري قلما وورقا من النوع الخاص ، وقال بأنه كان يملك مبلغا لابأس به لكن الشرطة أخذته منه فقلت له لاتقلق فأنا معي ..

ولم ندرك الوقت فقد وصل بنا الوقت إلى صلاة الفجر فصلينا الفجر وأيقظت من كان يصلي للصلاة وإستلقيت على فراشي وحاولت النوم قليلا وأظنني نمت ..

وفي الصباح طلبت ذلك الشرطي فحضر وأعطيته المال فذهب واشترى ماكنت أريده ‏.. وبدأت بكتابة مذكرة وتوضيح للحاكم بخط جميل ( كوني خطاط ورسام ) والمثل يقول ( الخط الحسن يزيد الحق وضوحا ) .
وعندما أفرغت من الكتابة طلبت من آدم أن يوقع عليه إمضاءه فلم يعرف كيف يمضي فمسكت بيده ووضعت القلم من بين أصابع يده اليمنى وبدأت بتحريك يده لأضع توقيعا له بيده ، ثم بعثت بالمذكرة إلى الحاكم ..

وفي الليل جاءني شخص آخر كان إسمه عبدالله وبدأ يسرد لي قصته .. فوضعت أمامه خيارات يفعلها ستكون له خيرا ..

ولاتستغرب أخي أختي القارئ ، فأنا كنت متخصصا في ذلك الجانب مع جهة ما ..

المهم .. خرجت في اليوم السادس وتم الإفراج عني ، ورجعت إلى البيت فإنشغلت عن السجناء والمرور عليهم أربعة أو خمسة أيام بسبب أننا إنشغلنا بالصلح بيننا وبين الجهة الأخرى التي كنت قد ضربت إبنهم وبسببه سجنت ، ثم تذكرت الأصدقاء وكرم إستضافتهم لي وحسن تعاملهم معي فقررت زيارتهم وأخذت معي الكثير من الطعام والفاكهة والخضر ومبلغا من المال وزرتهم في السجن ..

وكانت الزيارة تستوجب التحدث إلى السجين عبر نافذة غرفة السجن ..

وأنا أعطيهم ماجلبته لهم وأصافحهم إذ رأيت يد أحدهم إمتد ليسحب يدي ويقبلها ؛ نظرت فإذا به كان الدرويش آدم !

سحبت يدي من الإستحياء فرأيت عيناه تدمعان فقال لي والله ثم والله لن أنساها لك أبدا .. ثم قال بأنه سيفرج عنه بعد غد ، وقال بأن عبدالله قد تم الإفراج عنه قبل يومين ..

سبحانك ربي ، كم فرحت ، نعم فرحت لسماع الخبر كثيرا جدا ..

عدت إلى البيت وكلي فرح وسعادة وحمد لربي ‏..

إتصل بي عبدالله بعد أيام وزارني وزرته حتى أصبحت الأخوة والصداقة بيننا أوجهها وحتى هذه اللحظة والحمد لله ،

لكن بدا لي أن الدرويش آدم قد إنشغل بأهله وبالإستقرار بهم في مكان آمن والتعويض عما لحق بهم من أضرار مادية ..

وبعد أربع أو خمس سنوات في ظهيرة أحد أيام الصيف طرق طارق الباب ففتحه إبن أخي فإذا رجل كبير في السن يسأل عني ، فذهبت .. فإذا به كان الدرويش آدم ...

تعانقنا ومن الفرحة بكينا ، فقد كان تعب من السؤال عني لأنه كان نسي إسمي ..
المهم أنه _والله_ أراد أن يقبل يدي مرة أخرى وأمام والداي لكني منعته ورجوته ألا يفعل ..

فحدثني عن حاله وحال أهله واستقرارهم في مكان آمن حيث لا الآغا ولاحكمه والحمد لله ..

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

¤¤¤ أرجو أنها نالت إستحسانكم ¤¤¤

وشكرا
مع جوهره الخليج
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جوهرة الخليج

جوهرة الخليج


عدد المساهمات : 66
تاريخ التسجيل : 05/09/2009

سته ايام في السجن Empty
مُساهمةموضوع: رد: سته ايام في السجن   سته ايام في السجن I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 27, 2009 5:48 pm

سته ايام في السجن Icon_study ارجو ان تعجبكم القصه

هل قراتم القصه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*فراشه كوول*

*فراشه كوول*


عدد المساهمات : 19
تاريخ التسجيل : 29/09/2009

سته ايام في السجن Empty
مُساهمةموضوع: رد: سته ايام في السجن   سته ايام في السجن I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 29, 2009 7:46 pm

اي

حلووووه كثيير

يسلموو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
magic eyes

magic eyes


عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 25/11/2009

سته ايام في السجن Empty
مُساهمةموضوع: رد: سته ايام في السجن   سته ايام في السجن I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 25, 2009 11:34 pm

[b][u] مشـــــــــــــــــــــــكورة جوهرة الخليج ( بتول)

تحياتــــــــــــــــــــي magic eyes (أبرار)

القصة روعة وفيها حكم كثيرة

واعجز عن الشكر Very Happy study
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سته ايام في السجن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تغاريد الطفوله :: القسم الادبي :: تغاريد القصص والروايات-
انتقل الى: